الآلاف حول العالم يتضامنون و يساندون المخترع” أحمد محمد ” ضد تهمة صناعة قنبلة!
الآلاف حول العالم يتضامنون و يساندون المخترع” أحمد محمد ” ضد تهمة صناعة قنبلة!
أخطأ كل من قد أقر بأن الجهل والتعنت ضد الطلبة حِكراً علي العالم العربي، يُخطئ من يظن أنه باختلاف المسافات والظواهر الطبيعية وحتي اللغات تختلف العقول، فالقمع الفكري ووضع الحدود للعقل يوجد أينما يوجد البشر، العنصرية توجد أينما يعيش الانسان فهي مثل القلب تولد معه حتي وإن نادي “زعماً” بغيرها.
ساعة منزلية، صنعها طالبُ مُستجد بمدرسة في تِكساس، آملاً لأن تكون عقداً فكرياً بينه وبين مدرسيه. أراد أن يري أوجه التشجيع والسعادة والإنبهار بما صنعه في منزله، ليكسر في أعينهم حاجز التمييز ونظرتهم له كشاب عربي أسود من أصل السودان.
أحمد مُحمد، طالب أمريكي من أصل سوداني، مُسلم بمدرسة ماك آرثر بولاية تكساس في الولايات المُتحدة الأمريكية، قام الطالب ذو الأربعة عشر ربيعاً بصنع ساعة في منزله لعشقه للهندسة والعلوم، أراد منها أن تكون عقداً بينه وبين مُعلميه، ولقي الترحيب من معلم الهندسة الخاص به الذي هنأه وحذره قائلاً :
” هذا إنجاز جميل جداً، ولكن لا تُطلع المدرسين الآخرين عليها.”
ولكن حدث ما لم تُحمد عُقباه، فمعلمة أخرى في نفس المدرسة، رأت ساعة صانع الساعات هذا، واشتبهت في أنها قنبلة موقوتة، فما كان منها إلا أن قامت بالتبليغ عن أحمد واحتفظت بساعته، وبكل قسوة تم التعامل مع الطالب الشاب اليافع كما المجرمين، حيث وقف أمام مدير المدرسة وأربعة من رجال شرطة تكساس، ليحققوا معه فيما اقترفته يداه من جرم في نظرهم، ما كان ينتوي به سوي التميز بين أقرانه كي لا يكون سماره أو عِرقه عائقاً، حتي تلقى أحمد عقاباً على فكره من المدرسة، بطرده لثلاثة أيام.
وقد قال جيمس مكليلان الناطق باسم الشرطة، أن أحمد قد أصر أثناء التحقيقات علي أنه قد صنع الساعة، ولكنه لم يتمكن من شرح الاستخدامات الممكنة لهذه الساعة.
فيما لم تُعلق المعلمة من جانبها علي القضية، ولكن قالت في تصريح آخر أنا دائماً ما تطلب من موظفيها وطُلابها الإبلاغ فوراً في حال رأوا أي تصرف مريب أو مواد مشكوك بها داخل المدرسة.
أما والد صانع الساعات، محمد الحسن محمد، السوداني الأصل، فقد قال مُدافعاً عن ولده:
“إنما يريد ولدي ابتكار أشياء مفيدة للانسانية، ولكن ولأن اسمه أحمد، وبسبب هجمات سبتمبر، أُسيئت معاملة ولدي.”
وقد أُيد والد أحمد في هذا الرأي من قبل مجلس العلاقات الأمريكية الاسلامية والذي يهدف للدفاع عن حقوق المُسلمين في الولايات المتحدة، حيث قالت علياء سالم – والتي تعمل في مكتب المجلس المحلي في تكساس -:
“أعتقد أن الموضوع برمته لم يكن ليقع لولا أن اليافع اسمه أحمد محمد، إنه صبي موهوب ولم يرغب سوى في إطلاع مُدرسيه على ما أنجزه.”
ردود فعل واسعة
إجتاحت بلدة محمد الطالب المسلم موجة غضب، وعلق الكثيرين من الحي والمدرسة ومعارف الأسرة وأصدقائهم عن الظلم والطريقة السيئة التي تم التعامل بها مع أحمد، وأشاروا إلى أن السبب في الاشتباه به فقط كونه مسلما اسمه أحمد محمد.
وصرح مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أنه سيحقق في الحادث، ومحامو المنظمة صرحوا للتلفيزيون المحلي أنهم سيجتمعون مع إدارة مدرسة ماك آرثر في ايرفينج يوم الأربعاء ظهرًا.
إلا أن رد الفعل الأعنف كان على شبكات التواصل الإجتماعي. ففي عالم موازي على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، انتشر هاشتاج (أدعم أحمد) #IstandwithAhmed ، و #helpAhmedmake (ساعدوا أحمد ليخترع) كالنار في الهشيم، وأصبحا Trend على تويتر. علق الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمدير التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرج على الحادث، بل ووجهوا دعوه للطالب المسلم أحمد محمد.
انتشرت القضية لتقلب الرأي العام خصوصاً علي شبكات التواصل الإجتماعي باستخدام هاش تاج يدعم القضية هو #IStandWithAhmed، وانتشرت الكثير من التعليقات لتأييد اليافع المسلم، أما أقوى ما نُشر حول القضية، هي تغريدة للرئيس الأمريكي باراك أوباما التي قال فيها:
“ساعة عظيمة يا أحمد. هل تريد أن تجلبها معك إلى البيت الأبيض؟ علينا أن نُلهم المزيد من الأطفال مثلك ليعشقوا العلم، فالعلم هو ما يجعل من أمريكا بلداً رائعاً.”
وهو ما أعده الكثيرون دعوة من الرئيس الأمريكي لأحمد لزيارته في البيت الأبيض ويُثني عليه، وكذلك: فهو توبيخ مُبطن للمدرسة والشرطة التي قامت باعتقاله فقط بسبب نبوغه في العلوم عن غيره.
كما أبدت مرشحة الرئاسة عن الحزب الديمقراطي ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون تأييدها للشاب، وذلك عبر تغريدة قالت فيها:
“لن تضمن الإفتراضات والمخاوف أمننا، بل بالعكس تعمل ضدنا. يا أحمد، ابق علي حبك للإستطلاع وواصل الإنتاج.”
أما مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك فقط وجه دعوة صريحة لأحمد لزيارة مقر الشركة عبر منشور وضعه على صفحته الشخصية يقول:
“ربما تكون قد رأيت تلك القصة عن أحمد، الطالب ذو الأربعة عشر عاماً في تكساس، والذي قام بصنع ساعة وتم القبض عليه عندما أخذها إلي المدرسة. يجب أن يلقى امتلاكك للموهبة والطموح لبناء شيء جيد التصفيق وليس القبض عليك. فالمستقبل هو ملك لمن هم مثل أحمد. أحمد، إذا كنت تريد في أي وقت المجيء إلي فيسبوك، فسأكون مرحباً بلقائك، استمر في البناء.
أما عن أحمد، بعد إطلاق سراحه يقول: “لازلت أصارع مع تذكري للف الأصفاد حول معصمي، فقد جعلني أشعر أنني لست إنسانا، أشعرني انني مجرم.”
يبدو أن العالم بأكمله يقف مع قضية اليافع المُسلم، والذي لربما يكون لطمة قوية علي وجه الكثيرين من مُتصنعي حب العدل والمُساواة بينما يُخفون في باطنهم الكثير من الحقد والعنصرية والكراهية ضد من هم بلون غير لونهم أو اسم بلغة أخرى أو حتى دين آخر.
وأخيراً، فبعدما لاقته القضية من نقد لاذع من العالم كله ودعم للصبي عربي الأصل، فقد أُطلق سراح أحمد بعد ساعات من إلقاء القبض عليه وأخذ بصماته وذلك بعد أن تقرر أن لا يوجد أدني تهديد مما صنعه. وقد قال رئيس قسم شرطة إيرفينج لاري بويد: ” لقد كان لدينا دائماً علاقة متميزة مع المجتمع المسلم، وحوادث تحمل تحديات مثل تلك التحديات الراهنة، نريد أن نتعلم كيف يمكننا المضي قدماً وتحويل كل هذا إلي شيء إيجابي.”
ومن الجدير بالذكر أن حملة الدعم لا تزال قائمة حتى بعد إطلاق صراح الصبي، وذلك استهجانًا للأمر ككل، وأن هذا لم يكن ليحدث لولا أن هذا الصبي عربي مسلم.
الآلاف حول العالم يتضامنون و يساندون المخترع” أحمد محمد ” ضد تهمة صناعة قنبلة!
Reviewed by Unknown
on
8:43 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: